تنقسم المشكلات النفسية عقب الولادة إلى نوعين اما اضطراب مزاجي ما بعد الولادة او اكتئاب ما بعد الولادة او الاثنين معا.
اولا: اضطراب مزاجي ما بعد الولادة:
يعتبر هذا الاضطراب من المشكلات النفسية البسيطة التي تصيب كثيراً من النساء بعد الولادة. تبدأ أعراض الاضطراب في حوالي اليوم الثالث إلى الخامس من ولادة الطفل، وتختفي تلقائياً بعد
مرور أسبوعين دون أن تترك آثاراً ضارة على الوالدة أو الوليد. يحدث في بعض
النساء أن يستمر هذا الاضطراب المزاجي أكثر من أسبوعين ويتطور ليصير
اكتئاباً.
الاعراض
ـ الإحساس بالحزن والكآبة.
ـ تقلب المزاج.
ـ التوتر والقلق.
ـ العاطفية وسرعة البكاء.
ـ صعوبة في التركيز.
ـ الإحساس بالتعب والإرهاق.
ـ الأرق وقلة النوم.
ـ قلة الثقة بالنفس، وخاصة فيما يتعلق بأمر العناية بالوليد.
ـ الإحساس بآلام متفرقة في أنحاء الجسم.
ـ ضعف الشهية.
ثانيا: اكتئاب ما بعد الولادة:
تصاب بعض النساء باكتئاب شديد بعد الولادة يستمر لأكثر من أسبوعين، ولا يختفي دون علاج. يظهر الاكتئاب أحياناً وكأنه امتداد للاضطراب المزاجي الذي حدث بعد الولادة ولم يتماثل للشفاء، وأحياناً تكون الصورة واضحة منذ البداية بسبب شدة الأعراض التي تعاني منها المرأة المصابة.
الأعراض
تعاني المرأة المصابة بالاكتئاب من بعض هذه الأعراض أو منها كلها، وقد تبدأ المعاناة بعد الولادة مباشرة أو بعد مرور أسابيع عليها.
ـ الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق.
ـ أرق أو زيادة في النوم.
ـ الإحساس بالحزن الشديد والاكتئاب.
ـ فقدان الثقة بالنفس، وخاصة فيما يتعلق بأمر العناية بالمولود والخوف من إيذائه.
ـ فقدان الشهية أو زيادة الأكل.
ـ نقصان الوزن أو زيادته.
ـ فقد الرغبة في أمور الحياة الاعتيادية وخاصة الجنس.
ـ التوتر والقلق.
ـ ضعف التركيز.
ـ الغضب من الوليد وعدم تحمله.
ـ الإحساس بعدم التقبل من المحيطين.
ـ الانعزال وتجنب الاختلاط بالناس.
ـ مشكلات زوجية.
ـ انعدام الرغبة في الحياة وتمني الموت.
وقد تستمر هذه الأعراض لفترات متفاوتة، وقد
تطول أحياناً لتصل إلى عدة أشهر، وأحياناً تصل إلى سنة أو أكثر إذا تركت
المرأة المصابة دون علاج.
ومن المهم معرفة أن الاكتئاب الذي يصيب النساء بعد الولادة
يعد مشكلة خطيرة، وخاصة إذا ترك دون علاج، فالأم تتعرض لفشل حياتها
الزوجية، وخاصة إذا لم يتفهم الزوج وضعها ومعاناتها، كما أنه يشكل خطراً
على الأم والطفل كليهما فتضعف العلاقة الطبيعية بينهما، ويزيد الخطر أكثر
فيما إذا كان لدى الأم أفكار تدعوها لإيذاء نفسها أو طفلها.
النساء الاكثر عرضة للاكتئاب
تكون بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من غيرهن مثل:
ـ النساء اللاتي سبق لهن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
ـ النساء المصابات أو اللاتي سبقت لهن الإصابة بالاكتئاب غير المتعلق بالأمومة.
ـ النساء اللاتي يوجد لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة.
ـ النساء اللاتي يعانين من اضطرابات شديدة قبل الدورة الشهرية.
ـ النساء اللاتي لديهن مشكلات زوجية، أو اللاتي ليس لهن علاقات حميمة مع الأقارب والأصدقاء.
ـ المرور بمشكلات وصدمات أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
ـ صعوبة الولادة.
ـ فصل الأم عن الطفل لأسباب تتعلق بأي منهما.
ـ صعوبات أو مشكلات تتعلق بالطفل، مثل صعوبة في الرضاعة أو النوم بسبب بعض الأمراض أو التشوهات الخلقية.
الوقاية:
يمكن تقليل فرص الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة, من الخطوات الجيدة لتحقيق ذلك الهدف :
-اللجوء
إلى الأصدقاء أو الأسرة أو غير ذلك من شبكات الدعم الأخرى (مثل المؤسسات
الدينية أو قنوات التواصل الاجتماعي) قبل موعد الولادة. وبتلك الطريقة،
بمجرد ولادة الطفل، سيتعين على الوالدين طلب المساعدة العملية أو الدعم في
ما يتعلق برعاية الطفل.
-التمتع
بنوم جيد أثناء الليل لذا من المهم اتخاذ أية خطوة من أجل زيادة فرص
تمتعهم بالقسط الكافي من النوم. ومن احدى الاستراتيجيات العملية التي قد
تساعد الام: سير الأم كل صباح مع جر الطفل في عربة الأطفال، بحيث تتعرض
الأم والطفل للضوء الطبيعي، الذي يمكن أن يساعد في ضبط إيقاع الاستيقاظ
والنوم اليومي, ويجب أن تحاول الأمهات أيضا النوم بعض الفترات أثناء النهار
كلما أمكن لتعويض حرمانهن من النوم ليلا بسبب اضطرارهن للاستيقاظ لإرضاع
الطفل.
وربما
ترغب االنساء المعرضات بدرجة كبيرة لخطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة -
مثل هؤلاء الواتي قد أصبن باكتئاب ما بعد الولادة في الماضي- في اتخاذ
خطوات إضافية لوقاية أنفسهن من الإصابة به مرة أخرى وهي وتشمل العلاج
النفسي والدوائي، باستخدام الوسائل العلاجية نفسها التي استخدمت في علاج أي
اكتئاب سابق وذلك بعد استشارة الطبيب,
العلاج:
تعتمد خيارات علاج اكتئاب ما بعد الولادة على مدى حدة الأعراض وأيضا على التفضيل الشخصي:
-العلاج النفسي:
حينما تكون أعراض اكتئاب ما بعد الولادة خفيفة، ربما يساعد العلاج النفسي
وحده في تحسين المزاج, وربما يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تعلم كيفية
تغيير الطريقة التي يفكرن بها في تجربة ما بعد الولادة - ربما بتغيير
توقعاتهن - بهدف التقليل من الضغوط وتحسين المزاج.
-مضادات الاكتئاب:
تساعد مجموعة من مضادات الاكتئاب في تخفيف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
الخفيف إلى الحاد. وبالنسبة النساء اللاتي لا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية،
فهنا يعتمد اختيار الأدوية على الأعراض والتفضيل الشخصي والآثار الجانبية:
مثبطات امتصاص السيروتونين (Serotonin reuptake inhibitors – SSRIs):
مثل السيرترالين أو الفينلافاكسين إلى حالة خمول (ضرورة إضافية بالنسبة
للامهات اللاتي يجدن صعوبة في الاستيقاظ أثناء النهار بسبب حرمانهم من
النوم ليلا)، ولكن يمكن أن تسبب مشكلات جنسية، مثل فقدان الشهوة الجنسية أو
صعوبة في الوصول إلى ذروة اللذة الجنسية أثناء العلاقة الحميمة.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات:
مثل الإميبرامين أو النورتريبتيلين تؤدي الى النعاس، ولكن هذا ربما يكون
أمرا مرغوبا فيه بالنسبة لمن يعانون من الأرق كعرض من أعراض اكتئاب ما بعد
الولادة.
البوبروبيون:
وهو نوع جديد من أنواع مضادات الاكتئاب يعمل بطريقة مختلفة عن أنواع
مضادات الاكتئاب الأخرى وربما يجدي نفعا إن لم تفد الأدوية الأخرى.
وبإمكان السيدات اللاتي يرغبن في إرضاع أطفالهن أخذ مضادات الاكتئاب أثناء فترة ما بعد الاكتئاب, وعلى الرغم من أن جميع العلاجات النفسية تترسب في حليب الأم، فإن بعضها لا ينتقل إلى الطفل الرضيع، أو ينتقل بمستويات منخفضة يعتبرها الأطباء آمنة نسبيا. وتشير الأبحاث إلى أن أكثر الخيارات أمانا بالنسبة للأمهات اللاتي ترضعن أطفالهن رضاعة طبيعية هو السيرتالين المثبط لامتصاص السيروتونين ومضاد الاكتئاب ثلاثي الحلقات، النورتريبتيلين.
ويمكن
وضع خطة تتبعها الأم المرضعة في بدء تناول أحد مضادات الاكتئاب بأقل جرعة
ممكنة وزيادة الجرعة عند الضرورة، مع متابعة الرضيع للكشف عن أي إشارات
دالة على ردود فعل عكسية، مثل الاهتياج والترنح وانعدام القدرة على اكتساب
الوزن أو التغيرات في مواعيد الرضاعة.
الأطفال
الرضع الأكثر عرضة لتفاعلات الأدوية هم الاطفال الذين تقل اعمارهم عن
ثمانية أشهر، الذين ولدوا قبل الأوان، وأيضا المصابون بمشكلات صحية أخرى.
-الصدمات الكهربائية:
حينما تكون أعراض اكتئاب ما بعد الولادة حادة، وعند حدوث إصابة بذهان ما
بعد الولادة أو حينما يكون هناك احتمال للانتحار، ربما يكون العلاج
بالصدمات الكهربائية (ECT) اختيارا معقولا لأنه فعال وتأثيره أسرع من
الأدوية.
بعد التنويم، يتلقى المريض الذي يخضع للعلاج بالصدمات الكهربائية مخدرا
سريع المفعول كي لا يعي الإجراء الطبي المتبع ويقل شعوره بعدم الراحة,
وبمجرد نوم المريض، يستخدم الطبيب النفسي جهازا خاصا لتوجيه نبضة كهربية
تحفز ويستمر لمدة أسبوعين على الأقل. وإذا سيطرت عليه أفكار الانتحار،
فليبحث عن مساعدة على الفور:
الإحباط والحزن.
نوبات من البكاء.
فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
مشاعر الذنب أو الدونية.
الإجهاد وفقدان الطاقة (على نحو ما يحدث في المعتاد عند رعاية طفل وليد).
اضطرابات النوم.
فقدان الشهية.
عدم القدرة على التركيز.
التفكير في الانتحار.
ذهان ما بعد الولادة
يعتبر هذا المرض نوعاً من الاضطرابات النادرة وشديدة الخطورة في الوقت نفسه، الذي يتطلب علاجاً فورياً,وتصاب أم واحدة أو اثنتان من بين كل ألف أم بذهان ما بعد الولادة, وقد تظهر أعراضه خلال أيام من الولادة
وهذه الأعراض تشمل:
-تهيج الأعصاب
-التقلب السريع في المزاج
-التوهان
-الاضطراب السلوكي
- ربما تصاب الأم بأوهام متعلقة بالطفل الوليد، أو تسمع أصواتا (هلاوس سمعية) توجهها إلى إيذاء نفسها أو طفلها.
يكمن
علاج هذا المرض بمضادات الذهان وحدها، أو جنبا إلى جنب مع أنواع أخرى من
الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج, ويعتبر العلاج بالصدمات
الكهربائية خيارا آخر متاحا.
المراجع
أعدت هذه المادة بتصرف من "رسالة هارفارد للصحة العقلية" /كمبريدج/الولايات المتحدة